دخلت بالصدفه فوجدت ولدي البالغ من العمر 13 سنه يتحرش بالشغاله فلم استطع أن امسك اعصابي وقمت بضربه بشده ضرب مبرح وسألته لماذا ومن متى تقوم بذلك فأخبرني أنها المره الأولى وأنه يريد التحرش بالشغاله.
والله الشاهد أني احاول ان اهيئ له الجو المناسب واتحدث معه دائمافي مواضيع الحياة وكل المناسبات وفي كل الأحداث علما بأنه الأبن الوحيدوهو الأكبر وبعده ثلاث بنات
ارجو مساعدتي بالحل الأمثل لهذه الحاله وكيف اخرجه من هذه المشكله مع معاقبته على خطائه طبعا أنا والده
بسم الله الرحمن الرحيم .
الأخ الفاضل سلطان أبو خالد الموقر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نشكرك على استشارتك لمركز التنمية الأسرية ونرحب بك أجمل ترحيب آملين أن تجد استشارتك ما يناسبها من صدق القول وعمق النصيحة وقوة الرأي .
أخي الفاضل:
كم كنت أتمنى ألا يكون الضرب والصفع منهجك في التعامل مع طفلك المراهق .
فالضرب والصفع والإهانة تؤدي إلى نتائج وخيمة لا تحمد في التعامل مع الأطفال والمراهقين .
وكم كان جميلا منك أن تنادي طفلك الصغير وتحادثه حديث الرجل للرجل والصديق لصديقه لتنهيه عما ارتكبه من خطأ وتسدد خطاه نحو الفضيلة والقيم الأخلاقية العظيمة .
العنف يا سيدي لا يجدي نفعا بل تجدي الكلمة الطيبة والمشاعر الصادقة والحكمة البليغة .
أخي الكريم:
هل تذكر عندما كنت مراهقا؟ هل تذكر الأخطاء التي وقعت بها ؟ هل تذكر كم كنت تعاني من هذه الطاقة الهائلة في الجسد؟
وهل تذكر كيف تعففت وقاومت رغبات الجسد كي تصل إلى ذروة العفة والطهارة؟
أخي الكريم:
طفلك الصغير في ذروة المراهقة وهذا يعني أن طاقة حنسية هائلة تحركه وتدفعه إلى استكشاف إحساس التواصل مع الجنس الآخر . والمراهقة مرحلة مؤلمة وصعبة شاقة قد يفقد فيها المراهق توازنه وقدرته على التعفف .
وهنا يتوجب علينا الكبار أن نأخذ بيد المراهقين وأن نساعدهم على تجاوز هذه المرحلة بالتعفف والتي هي أحسن. فهذه المرحلة تقاوم بتعميق الأخلاق وصقل القيم وتعليم الطفل على فنون التعفف والطهارة والإيمان بالله والصبر.
يجب علينا نحن الآباء أن نشفق على المراهقين وأن نساعدهم وأن ندرك الوضع النفسي الصعب الذي يعايشونه ويعيشون في ظله .
المراهقة يا أخي الكريم ثورة عارمة في الجسد وفي الميول الجنسية إنها أشبه بإعصار يحرك الغرائز والميول ويعصف بالرغبات الدفينة التي أودعها الله في الإنسان.
ومشكلة المراهقة عرفتها الإنسانية عبر تاريخها الطويل ووضعت لها مناهج تربوية وسبل مختلفة لمساعدة المراهقين على تجاوزها بالحكمة والصبر والتعفف والقيم الأخلاقية الكبرى .
وأنت تعلم اليوم أن المراهقة اليوم أصعب بألف مرة من المراهقة في العصور الماضية.
فاليوم نحن نعيش أمام الإعلام والميديا والفضح والتعري الذي نجده في وسائل الإعلام وفي الدعايات وفي كل مظهر من مظاهر الحياة الإنسانية المعاصرة .
وعلينا في هذا المقام أن نساعد المراهق بالنصيحة وتوفير الأجواء المناسبة ليكون قويا على مواجهة هذه الوضعية الصعبة جسديا ونفسا .
ومن الأفضل بداية أن نربي الطفل تربية على الحشمة الأخلاقية ونذكره بالأحاديث النبوية والقيم الإسلامية التي تدعوا إلى الصبر والعفة والتخلق والتعفف والمصابرة والتسامي في مواجهة الرغبة والميول والدوافع الجنسية تحديدا .
وكم هو جدير بنا أن نتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (رواه البخاري ومسلم).
فالصوم والعفة تلك هي التي ننشدها في تربيتنا لأطفالنا وفلذات أكبادنا.
وعلينا أن نلجأ إلى الرقة وحسن المعاملة في تنبيه الطفل وإرشاده وتوجييه نحو السلوك السليم .
ويجب علينا أن نبعد الطفل عن أجواء الإثارة الجنسية والانفراد بالخدم والحشم والجنس الآخر يجب علينا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ألا نترك الطفل المراهق منفردا مع الجنس الآخر وإن كانت الشغالة وما لف لفيفها .
يجب أن نبعد الطفل قدر الإمكان والمتاح عن وسائل الإعلام الإباحية ولا سيما الأنترنيت والفضائيات.
يجب أن نملأ وقت المراهق بالنشاطات الإنسانية والترفيهية والعليمة التي تبعده عن التفكير في رغباته وميوله الطبيعية الجنسية .
علينا أن نلحق الطفل بنشاطات الشبيبة والكشافة والسباحة والنوادي الرياضية وجماعات الأقران كي لا يجد وقتا للتفكير في تحقيق رغباته وميوله الجنسية.
يجب علينا أن نلجأ إلى الرفق والرقة والموادعة في التعامل مع أطفالنا المراهقين في هذه السن.
ويجب ألا نلجأ أبدا إلى الضرب والإهانة والتحقير فهذا أمر مرفوض تربويا ويمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
أخي الكريم:
يجب أن نلجأ إلى كل الطرق التي تعصم الطفل من الوقوع في الخطيئة.
وإن وقع يجب أن نحسن التعامل مع الطفل وأن نلجأ من جديد إلى الحكمة والكلمة الطيبة على مبدأ من كان كنكم بلا خطيئة فليرمها بحجر والله غفور رحيم ومن منا بلا خطيئة وقادر على رجم الآخر بالحجر يا سيدي الفاضل.
أخي الفاضل :
من جديد عليك أن تعامل الطفل المراهق معاملة الرجل للرجل وأن تصادقه وتتعاطف مع أوضاعه وعليك أن تسانده.
وجاء في الخبر " لاعب طفلك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا واترك الحبل على الغارب" وحان وقت الصحبة والمساندة والصحبة لا تكون إلا بالكلمة الطيبة والفهم العميق للصاحب والصديق .
توكل على الله ووفر لطفلك الصغير أسباب العفة والسعادة ومجاهدة النفس بالقول الحسن والكلمة الطيبة ، ساعده على تجاوز هذه المرحلة الصعبة كان الله في عونك وعونه وعوننا جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أ.د.علي أسعد وطفة
المصدر : موقع المستشار